الأربعاء، 1 يونيو 2016

الصرع والسلوك الاجتماعى


الصرع والسلوك الاجتماعى

أحد الخرافات المتأصلة والمتعلقة بالصرع، هو أن يفقد الشخص المصاب به السيطرة فجأة ويصيب الآخرين بأذى، وهذا غير صحيح. وقد ترفع أحياناً شكاوي ضد المصاب لسلوكه وتصرفاته من قبل المدرسين والعاملين. وهنا يجب على الأخصائى الاجتماعي تفهم هذه الحالة وأدراك مدى علاقتها بالوضع الخاص للطالب.

السلوك المتعلق بنوبة الصرع:
تقول د مها محمد أحد الأنواع من النوبات الصرعية نوبة تدعى النوبة الصرعية الجزئية المركبة (COMPLEX PARTIAL SEIZURE)، ينتج عنها سلوك تلقائى والذي يفسر خطأ بسهولة كفعل متعمد أو قد يتم التعامل معه بطريقة تؤدي للنـزاع. وهذا النوع من النوبات الصرعية هو أكثر الأنواع شيوعاً بين المراهقين البالغين. وقد يبدأ هذا النوع بحملقة يتبعها حركات مضغية في الفم وشد الثياب. ويتوقف المصاب لفترة مؤقتة ويدخل في سلسلة من الحركات اللاإرادية واللاشعورية، وقد يمشي أو يجري أو يصرخ أو يضرب على الطاولة أو يحاول خلع ملابسه. ومن المحتمل أن لا يستجيب لأمر مدرسيه له بالجلوس ( حتى لو نظر إليهم كرد فعل عند ذكرهم أسمه) لأنه لا يعرف أين هو أو ماذا يجري له لدقيقة أو اثنتين أثناء الفترة التي تحدث خلالها النوبة الصرعية ويبقى المصاب بعيداً عن الإحساس بما يحيط به، وفيما بعد قد لا يتذكر ما قد جرى له ...سلوك كهذا قد يؤخذ من قبل الآخرين ويفسر بأنه استفزاز متعمد أو فعل ناتج عن استخدام الكحول أو المخدرات. ولو حاول شخص الإمساك بالطالب المصاب خلال فترة النوبة قد يتعرض للضرب كرد فعل غير إرادي ويسجل هذا على الطالب المصاب كسوء سلوك. ومن الممكن تفادي رد الفعل هذا بتوجيهه بأسلوب لطيف. لذلك فمن المهم للأخصائى الاجتماعي إن يعرف بأن هذه المشكلة التي يواجهها الطالب قد تكون نتيجة نوع من النوبات الصرعية التي قد يكون الطالب مصاباً بها.

رد فعل المجتمع أو السلوك الاجتماعي للمصاب:
الإصابة بالصرع تؤدى إلى ضغط نفسى على الطالب لأن الصرع ينتج فترة مؤقتة من العجز التي تستدعي الخوف والسخرية. كما قد تؤدي إلى العزلة وفقدان الثقة بالنفس.

الطلاب المصابون بالصرع لفترة طويلة يكونون قد تعرضوا للمضايقة والتوبيخ لسنوات عدة من قبل الصغار أنفسهم اللذين يجلسون بجوارهم في المدرسة. ولو كانت الحالة جديدة نسبياً عادة ما يكون هناك خليط من الغضب والأسى على ما حدث والنتيجة قد تكون عدم السعادة والعدائية وعدم القدرة على ضبط العواطف. وقد يساعد في تخطي ذلك استشارة الأخصائى الاجتماعي والنفسى بالمدرسة لنشر الوعى عن هذا الموقف.

السلوك غير المتصل بالصرع:
يمر أحياناً الصغير المصاب بالصرع بفترة وجيزة من الاندفاع والتهور والعدائية والتي قد يساء فهمها بأنها نوع آخر من أنواع النوبة الصرعية. والغالبية العظمى من هذه التصرفات ليس لها علاقة بالصرع، ولعدم إدراك حقيقة مشكلة التحكم بالتصرفات والخلط بينها وبين النوبة الصرعية من شأنه أن يؤخر الرجوع إلى استشاري أو اتخاذ الأساليب الأخرى من العلاج والتي قد تساعد في تخطي هذه المشكلة.

تجنب الحماية الزائدة:
من أكثر المشاكل صعوبة التي تواجه المراهقين المصابين بالصرع هي المساعي الحسنة النية الصادرة من الكبار لحمايتهم من الأذى عن طريق إبقائهم بعيداً عن المدرسة والبرامج الترفيهية. هذا النوع من الأبعاد يبقي الصغير بعيداً عن اكتساب المهارات والخبرات المتوفرة للصغار الآخرين.

البرامج الرياضية:
من الأشياء المؤلمة لفتى مصاب حديثاً بالصرع هي سماعه بما يشابه أنه مبعد من الفريق الرياضي. القرار يبقى دائماً متروك للمدرب أو لإدارة المدرسة. ومهما يكن فنحن نقترح أن ننظر للأمر بحرص لنرى ما إذا كان من العدالة تطبيق ذلك على شباب لم تتأثر قدراتهم الرياضية بالنوبات الصرعية. إذا كانوا يملكون الموهبة التي تخولهم للبقاء ضمن الفريق ولم يمانع الطبيب في ذلك فان الصرع لا يجب أن يكون هو العامل الذي يبقيهم خارج الفريق الرياضي. وعلى العموم فان النشاط البدني المتوسط لا يؤدي لزيادة نوبات الصرع.

الصرع التخطيط لمهنة المستقبل

تقول د مها محمد هناك العديد من الأشخاص المصابين بالصرع الذين يعملون في مجالات واسعة من الأعمال ، ومع ذلك يجب الحذر عند التخطيط لمهنة المستقبل، فالطالب الذي ما زال يعاني من بعض النوبات الصرعية عليه أن يتجنب الأعمال التي تتطلب قيادة السيارة كجزء من عمله (على الأقل في الوقت الحاضر) حتى يتم التحكم بنوباته الصرعية. كذلك فان الطلاب اللذين يتعرضون أحياناً لنوبات صرعية تشنجية قصيرة الزمن أو الذين تأتيهم نوبتهم الصرعية على شكل عدم انتباه أو فقدان للوعي لفترات وجيزة أو متقطعة خلال اليوم، فمن الممكن أن ينجحوا في أعمالهم لتوفر وقت أطول لتعويض هذه الدقائق أو الثواني القليلة الضائعة.

ومع ذلك فأن هؤلاء الطلاب الذين يتعرضون لنوبات صرعية بين الحين والآخر قد لا يؤدون أداءً جيداً عند تعاملهم مع المسائل غير الواضحة والمعقدة والتي تحتاج لتركيز وذهن صافي.كذلك فان هناك أعمال ووظائف ممنوعة قانونياً للمصاب بالصرع. وطبيعة الأعمال الممنوعة اليوم تتركز على الوظائف التي يكون الفرد هو الوحيد المسؤول فيها عن سلامة الآخرين، 
ومن الأمثلة على ذلك: قيادة الطائرات، وقيادة الشحنات بين المدن، ودخول الجيش.
ومهما يكن فموضوع السلامة في العمل هو أحد الأشياء التي على الطلاب المصابين بالصرع التركيز عليها عند اتخاذ قرار المهنة التي سوف يزاولونها وذلك لسلامتهم و تقوم دمها بمساعدة الافراد على تجنب خيبة الأمل في بحثهم عن العمل. لذلك من المهم بالنسبة للطلاب اللذين مازالوا يعانون أحياناً من نوبات صرعية ولا ينوون الاستمرار في التعليم الجامعي، أن تكون خطتهم البحث عن مهنة لا تتعارض مع مشكلتهم الصحية.

*****
خاتمــــة

إن مرض الصرع هو مرض يحتاج للعلاج بدقة لأنه يؤثر على النواحي الطبية والعاطفية والاجتماعية والنفسية للمريض . أنه مرض قابل للعلاج وفى الكثير من الأحيان تنتهي النوبات فى الكبر . كذلك فى بعض الحالات قد تستمر النوبات طوال العمر . وأغلب الحالات من الممكن التحكم فيها عن طريق العلاج الدوائي ولكن هذا العلاج يحتاج إلى تنظيم الجرعة بدقة حتى نستطيع التغلب على النوبات . كذلك يجب أن يوضع الطفل تحت الملاحظة لمراقبة حدوث أى مشاكل سلوكية أو تعليمية أثناء استخدام العلاج . أن العلاقة المستمرة معى دمها او مع د شادى  لها تأثير جيد جداً على تحسن مريض الصرع . 

العلاج الأسرى والحب شعارنا

01025733386   -   01158795879 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق